الناشط الأميركي كوين ذي إسكيمو (مواقع التواصل)

يعيش حالة سفر مستمرة، من الولايات المتحدة إلى مصر إلى هذه الدولة العربية أو تلك، يسارع لعقد اجتماعات مع منظمات خيرية ومع متطوعين لبحث وتنظيم سبل دعم سكان غزة الذين يتعرضون لحرب إبادة جماعية، ولا يتوقف عن نشر مقاطع فيديو على حسابه النشط على منصة تيك توك لتسليط الضوء على ما يجري بغزة، ومخاطبة مواطنيه الأميركيين "للاستيقاظ" والشروع في محاسبة مسؤوليهم الداعمين لإسرائيل.

قبل مجازر غزة، لم يكن كوين ذي إسكيمو -الأب لـ8 أطفال- يرى في قضية فلسطين سوى صراع بين إسرائيليين بيض طيبين يتحدثون الإنجليزية بطلاقة "ويشبهوننا"، وبين "المتوحشين" العرب الذين يسعون لإبادة إسرائيل.

لكن منذ الأيام الأولى لهجمات إسرائيل على القطاع المحاصر، شاهد كوين -ومعه كثير من الأميركيين- صورا ومقاطع فيديو تظهر آباء غزيين وهم يحملون أشلاء أطفالهم في أكياس بلاستيكية، كما شاهد أطفالا يبكون أمام جثث أمهاتهم وأقاربهم، ورأى كيف استهدفت إسرائيل مستشفيات ومساجد وكنائس ومدارس وسوّتها بالأرض، وكيف هدمت البيوت فوق رؤوس أصحابها، وظل الآلاف تحت الأنقاض لا يجدون من ينتشل جثثهم ويكرمها بالدفن.

فوجئ كوين بحقائق جديدة وكثيرة ظلت لعقود محجوبة عن الشعب الأميركي الذي كان يؤمن ويسير خلف ما ينشره إعلامه، ولا يشكك فيه أبدا، فهو يعلم أنه في بلد يحمي دستورها "حرية التعبير"، و"حرية الإعلام"، ويجرم التعتيم وتقييد الحريات.

@quinntheeskimo6

Replying to @user3390517295257 grab your sippy cup and your coloring book and head to your room, sweetie… The adults are talking now.🥰

♬ Powerful songs like action movie music – Tansa

أميركا تتغير

لكن ما بعد مجازر غزة ليس كما قبلها، فقد بدأ كوين ومعه كثير من الأميركيين يطرحون الأسئلة، ويشككون في رواية الإعلام الأميركي، ويتنسمون عبق حرية الانعتاق من ربقة الرواية الواحدة.

يقول كوين ذي إسكيمو في حديث مع الجزيرة نت إنك لو سألت المواطنين الأميركيين العاديين قبل أحداث غزة عن إسرائيل وفلسطين سيجيبك 90% منهم أنهم يدعمون إسرائيل، وذلك "لأننا نشأنا وقد غسلت أدمغتنا لنؤمن بكل ما أرادوا منا أن نؤمن به".

لكن ما جرى في غزة غيّر كل شيء وبسرعة، "بالنسبة لي، لم أر قط أميركا تغير رأيها بهذه السرعة، إذا نظرت إلى تاريخنا، ستتأكد من أن التغيير عادة ما يستغرق عقودا، مثلما حدث مع العبودية أو حقوق المرأة".

وإلى جانب مجازر غزة، ما ساعد على تسريع عملية التغيير -يوضح كوين- هي تجربة الأميركيين مع الرئيس السابق دونالد ترامب التي عرت حقيقة السياسيين، وكشفت ما كان الإعلام يحرص على إخفائه.

ويزيد "رأينا رجلا يكذب علينا بانتظام، ويستخدم لغة مجردة من الأحاسيس الإنسانية لغرس العنف في سلوك أتباعه، ومن ثمرات ذلك كان الهجوم على عاصمتنا".

ويتابع كوين "لقد شاهدنا بنيامين نتنياهو مرات عديدة، ولكن هذه المرة رأيناه بشكل مختلف، رأينا ترامب. علمنا أنه يكذب، وعلمنا أنه يخضع للتحقيق بتهمة الفساد، وعلمنا أننا لم نكن نرى الحقيقة كاملة"، بسبب تغييب الإعلام الأميركي لهذه الحقائق عن الشعب.

تحولات دفعت الكثير من الأميركيين لمراجعة قناعاتهم، والتشكيك في الرواية الأميركية والغربية، والبحث عن الحقيقة.

@quinntheeskimo6

Packing aid trucks with Al Khair!

♬ Sad piano ballad (moist / BGM)(936730) – TrickSTAR MUSIC

حرية تعبير؟

من أشهر مقاطع الفيديو التي نشرها كوين على حسابه بتيك توك ذلك المقطع الذي ظهر فيه غاضبا ساخطا على الإعلام الأميركي الذي كان يعتقد أنه إعلام يحتضن آراء جميع الأميركيين.

كان ساخطا لأن مواقفه وآراءه بشأن غزة، والتي نشرها على حسابه، ظهرت على مواقع وقنوات إعلامية أجنبية، لكنها لم تجد طريقا إلى "سي إن إن" أو "إم إس إن بي سي نيوز"، أو نيويورك تايمز، أو واشنطن بوست، أو غيرها من العناوين الإعلامية الأميركية البارزة التي ظلت لعقود تدافع عن حرية التعبير قبل أن تسقط في اختبار مجازر غزة.

يشرح كوين، في حديثه مع الجزيرة نت، أن ما يحدث في غزة كشف أن ليس بإمكان كل الأميركيين عرض وجهة نظرهم على وسائل إعلامهم إذا تعلق الأمر بإسرائيل تحديدا.

وتابع بأن الجميع تأكد أن مشكلة الإعلام الأميركي تكمن في أنه يظهر جانبا واحدا فقط من الحكاية، ولا يظهر آراء مخالفة خاصة إذا ما تعلق الأمر بإسرائيل.

@quinntheeskimo6

USA Phone Bank Project! Call your reps and make a difference! Training and tools provided!

♬ Knowledge – Vin Music

فضيحة مركبة

ولا يقف الأمر عند هذا الحد فيما يرتبط بفلسطين، بل يتوقع كوين الأسوأ "فعندما يُشترى المشرعون لدينا وتدفع لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية (آيباك) الثمن، يحاولون جاهدين تمرير قوانين تعتبر معاداة الصهيونية مساوية لمعاداة السامية، وهذه فضيحة كبرى ستزيد الوضع قتامة".

أضف إلى كل ذلك أن هذا الإعلام يستخدم لغة معينة بشكل ممنهج للدفع بوجهة نظر محددة، وتغليب تصور على آخر.

وضرب كوين على ذلك مثلا بأسلوب تقديم الخبر للمشاهد الأميركي، فعند ذكر الضحايا الفلسطينيين يقول "قُتل 19 مراهقا فلسطينيا"، لكن إذا تعلق الأمر بإسرائيليين فيقول "قُتل 19 طفلا إسرائيليا"، فيُؤسر المشاهد ويُجبر على التعاطف فورا مع الأطفال.

وما لبث محدثنا أن طرح ملاحظة غريبة، حيث قال إن الإعلام -من خلال اختيار الضيوف وزوايا معالجة الأخبار- يحاول أن يبرز بشكل غير مباشر أن الذين يظهرون دعما لإسرائيل هم من البيض، ويتحدثون اللغة الإنجليزية بطلاقة، في حين الأشخاص الذين يظهرون وهم يدعمون فلسطين هم من ذوي البشرة السمراء، وقد تكون الإنجليزية لغتهم الثانية.

ويعلق على ذلك قائلا "هذا يعطي انطباعا كاذبا للشعب الأميركي بأن المواطنين العاديين يدعمون إسرائيل بقوة، وبالتالي هذا هو الموقف الذي يجب على الجميع تبنيه"، وأضاف "وطبعا ذلك غير صحيح ألبتة".

@quinntheeskimo6

Starting to Get it yet?

♬ Epic News – DM Production

يا أميركيي العالم استيقظوا

لكن قطار البحث عن الحقيقة والانتصار لها انطلق، ويستمر كوين في استغلال المساحة التي توفرها بعض منصات التواصل الاجتماعي -وفي مقدمتها تيك توك- لشرح ما يجري للأميركيين، ودعوتهم "للاستيقاظ".

"لا تغرقوا في حفلات مباراة السوبر بول، والتصديق الأعمى للدعاية الإسرائيلية، متى ستفهمون وتستيقظون؟" يصرخ كوين في إحدى مشاركاته الأخيرة على حسابه بتيك توك.

وتعد كرة القدم الأميركية أحد أبرز الألعاب الشعبية، ويتابع عشرات الملايين مباراتها النهائية (السوبر بول)، وتتخللها مشاركات غنائية لمشاهير الفنانين الأميركيين، لذلك تحرص الدول والمؤسسات على حجز مساحات إعلانية خلال المباراة.

He addresses his citizens, saying that while they are enjoying the Super Bowl match, Israel is bombing Rafah and killing children, women and the sick with weapons funded by American taxes, just as they fund the advertisements that are broadcast during the most important match, which is watched by tens of millions, and which highlights Israel in the image of the victim.

@quinntheeskimo6

Best Super Bowl commercial!

#superbowlsunday

♬ original sound – Quinn the Eskimo🍉

One of those propaganda videos that was broadcast a few days ago showed the players of an American football team in a state of sadness. The reason is that Israeli soldiers are still held captive by the Hamas movement. Therefore, it is necessary for the Americans to put pressure on the “prisoner victims” to return to their families.

But Quinn soon published a counter clip with the same introduction as the Israeli propaganda video, but showing parents from Gaza carrying body parts of their children who were killed by the occupation, and calling for Israel to be held accountable for its crimes.

The matter is not limited to video clips, as Quinn receives volunteer activists from different countries of the world, who join him in his meetings and media campaigns, not only to expose the occupation’s massacres, but to provide relief to Gaza in all possible ways.

Many people in the United States and around the world - Quinn explains - succeeded in transcending the restrictions of the “single narrative” promoted by the media and politicians in the West, and they quickly began sharing the facts they had discovered, and the developments and missing details spread among people.

Queen the Eskimo comments on this major change by saying, “People see that we are working in the interest of liberating Palestine, but let everyone know that it is Palestine that liberated us.”

Source: Al Jazeera