أكدت طرابلس وأنقرة أنهما ستستمران في التنسيق لمواجهة أي تحرك معاد من اللواء المتقاعد خليفة حفتر، بعد دعوته قواته لاستهداف القوات التركية العاملة في ليبيا، وفي حين سيّرت قوات حكومة الوفاق دوريات قرب مدينة سرت، جرى أول تبادل للأسرى في إطار اتفاق وقف إطلاق النار بين طرفي الصراع.

فخلال مباحثات جرت اليوم السبت في طرابلس، أكد رئيس المجلس الأعلى للدولة الليبي خالد المشري، ووزير الدفاع التركي خلوصي أكار "استمرار التنسيق المشترك لصد أي محاولة لتحرك معاد من قبل قوات المتمرد حفتر الخارجة عن القانون والشرعية للعبث باستقرار ليبيا وأمن مواطنيها"، وفق ما جاء في بيان لمجلس الدولة.

وقال البيان إن الجانبين أكدا الرؤية المتطابقة لحل الأزمة الليبية، وشددا على أن السبيل الوحيد لذلك هو عبر المسار السلمي السياسي، وجلوس كافة الأطراف على طاولة الحوار.

وفي سياق هذه المباحثات، أكد رئيس المجلس الأعلى للدولة في ليبيا أنه في حال فُرضت الحرب على حكومة الوفاق فإنها لن تكتفي بصد العدوان، بل ستنهي مصدره.

وقال إن هناك تناغما تاما في المواقف مع الحليف التركي، وإن بلاده تنسق معه سياسيا وعسكريا.

وبالإضافة إلى المشري، التقى وزير الدفاع التركي خلوصي أكار نظيره الليبي صلاح الدين النمروش، كما اجتمع أكار مع وزير الداخلية الليبي فتحي باشاغا، وزار قيادة القوات التركية العاملة في ليبيا.

ونقلت قناة "فبراير" الليبية الخاصة عن النمروش قوله إن زيارة نظيره التركي هدفها التأكيد للجميع أن تركيا لا زالت بجانب الحكومة الليبية الشرعية، وتدعم الاتفاقية الأمنية والعسكرية الموقعة بين البلدين أواخر العام الماضي.

وفد كبير
وكان أكار وصل في وقت سابق اليوم إلى العاصمة الليبية على رأس وفد ضم رئيس الأركان يشار غولر، وقائد القوات البرية أوميت دوندار، وقائد القوات البحرية عدنان أوزبال، والسفير التركي لدى طرابلس سرحت أكسنز.

وأشار مراسل الجزيرة عامر لافي إلى أن الزيارة لم يعلن عنها مسبقا، مشيرا إلى أنها تكتسب أهمية بالنظر إلى توقيتها، ووجود قادة الجيش التركي ضمن الوفد المرافق لوزير الدفاع.

من جهته، قال مراسل الجزيرة محمود عبد الواحد إن أكار أشرف على حفل تخريج نحو 400 عسكري ليبي من سلاحي الجو والمشاة، الذين تلقوا تدريبات على يد عسكريين أتراك، مشيرا إلى أن زيارة الوفد التركي تأتي بعد موافقة البرلمان التركي الثلاثاء الماضي على مذكرة رئاسية لتمديد انتشار القوات التركية في ليبيا لمدة 18 شهرا إضافية.

وجاءت زيارة الوفد التركي بعد أيام من دعوة حفتر قواته للاستعداد لما قال إنها معركة تلوح في الأفق ضد القوات التركية المتواجدة في ليبيا بموجب الاتفاقية الأمنية والعسكرية.

واتهم مسؤولون في حكومة الوفاق حفتر بأنه يسعى لإشعال مواجهة عسكرية جديدة بذريعة طرد ما يسميه "العدو التركي"، مشيرين إلى تحركات عسكرية لقواته في سرت (450 كيلومترا شرق طرابلس) والجفرة (وسط ليبيا) تشمل استقدام المزيد من المرتزقة الروس والتشاديين والسوريين.


دوريات عسكرية

ميدانيا، أعلنت غرفة عمليات سرت والجفرة التابعة لقوات حكومة الوفاق أن دوريات مسلحة تابعة لها جابت المناطق الصحراوية الواقعة جنوب غرب مدينة سرت، لرصد أي تحرك لقوات حفتر والمرتزقة الروس الذين يدعمونها.

وقالت الغرفة إن الدوريات انطلقت من أبو قرَيْن والوشكة (غرب سرت)، وصولا لخطوط التماس مع قوات حفتر، تنفيذا للمهام المكلفة بها في إطار حفظ الأمن.

وأكد القائد الميداني في قوات الوفاق خالد كرواد استعداد هذه القوات للتعامل مع أي تحرك لما وصفها "بالعصابات الإرهابية ومرتزقة فاغنر".

وفي وقت سابق، نفذت قوات حكومة الوفاق عرضا عسكريا في مناطق انتشارها غرب سرت، وهو ما اعتبره حفتر انتهاكا صريحا لمبادئ وقف إطلاق النار وما نتج عنه من تفاهمات لاتخاذ خطوات عملية على الأرض لتعزيزه.

وكان وزير الدفاع بحكومة الوفاق صلاح النمروش رد على التهديدات التي أطلقها حفتر من بنغازي الأربعاء الماضي بأن قوات الوفاق مستعدة لمواجهة أي عدوان من جانب اللواء المتقاعد المنصب من قبل برلمان طبرق "قائدا عاما للقوات المسلحة" برتبة مشير.

في هذه الليله تغمر الفرحه عائلات ليبيه فرحا بعودة أبنائهم وأحبتهم بعد مساعي وإشراف من لجنه 5+5 وفق إتفاق وقف إطلاق النار ولا سبيل لقيام الدولة الا بالتوافق و اتباع السبل السلمية لإدارة خلافاتنا pic.twitter.com/ObH1OadYxn

— وزير الداخلية الليبي (@fathi_bashagha) December 25, 2020

تبادل أسرى
على صعيد آخر، قال مصدر من اللجنة العسكرية الليبية المشتركة للجزيرة إن اللجنة أتمت أمس الجمعة أول عملية تبادل للأسرى بين قوات حكومة الوفاق وقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر.

وشملت العملية 15 أسيرا من قوات الوفاق و33 من قوات حفتر بمنطقة الشويرف (جنوب غرب طرابلس).

وأكدت البعثة الأممية في ليبيا عملية التبادل لدفعة أولى من الأسرى في إطار اتفاق وقف إطلاق النار، الذي توصلت إليه اللجنة العسكرية المشتركة في 23 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ودعت إلى الإسراع في تنفيذ بنود الاتفاق.

ونشر وزير الداخلية الليبي فتحي باشاغا وقوة حماية طرابلس صورا ومقطع فيديو لعملية التبادل.