ما البخاخ الذي توصل علماء بريطانيون إلى أنه يقلل من وقت استشفاء مرضى فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) الذين لا يحتاجون إلى دخول المستشفى؟ وما آخر المعطيات بشأن لقاح جونسون آند جونسون (Johnson & Johnson) لكورونا والجلطات؟

نبدأ من بريطانيا، حيث اكتشف علماء بريطانيون من جامعة أكسفورد أن بوديزونيد(budesonide)، وهو دواء مضاد للالتهابات يستعمله مرضى الربو (asthma)، يمكن أن يساعد في تسريع شفاء من هم فوق الخمسينيات من العمر بمعدل 3 أيام، وذلك وفقا لتقرير في الإندبندنت (independent).

ويمكن وصف الدواء المتاح بسهولة، ويتم إعطاؤه عن طريق جهاز استنشاق رخيص مرتين يوميا لمدة تصل إلى 14 يوما، من خلال الأطباء الممارسين العامين، مما يزيد الأمل في أن يتمكن الأطباء من البدء في علاج مرضى كوفيد-19 في المنزل في وقت مبكر من مرضهم.

وأصدرت الخدمة الصحية الوطنية في بريطانيا (NHS) إرشادات جديدة، تنص على ضرورة أخذ الدواء في الاعتبار للمرضى "على أساس كل حالة على حدة".

وقال كبير الباحثين المشاركين في التجربة أستاذ الرعاية الأولية البروفيسور كريس بتلر -وفق ما نقلت عنه الإندبندنت- إن الدواء "يساعد الأشخاص المعرضين لخطر أكبر من نتائج أسوأ من كوفيد-19 على التعافي في وقت أسرع، والبقاء بشكل أفضل بمجرد أن يشعروا بالشفاء، ويحسن صحتهم".

وقال الباحثون إنهم يعتزمون الآن البدء في تقييم تأثير بوديزونيد على مرضى كوفيد-19 الذين تزيد أعمارهم على 18 عاما، ممن يعانون من أمراض مصاحبة أو ضيق في التنفس.

ما مدى خطر الجلطات المرتبطة بلقاح جونسون آند جونسون  لكورونا؟

قال الكاتبان دينيس جرادي وكارل زيمر في نيويورك تايمز إن خطر الجلطات مع لقاح جونسون آند جونسون، إن وجد، فهو منخفض جدا.

وأصيبت 6 نساء في الولايات المتحدة تلقين لقاح جونسون آند جونسون باضطراب نادر يتعلق بجلطات دموية، في غضون أسبوعين تقريبا من التطعيم. وعند الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة -والتي تسمى تجلط الجيوب الوريدي الدماغي (venous sinus thrombosis)- تتشكل الجلطات في الأوردة التي تأخذ الدم من الدماغ. وقالت الدكتورة آن شوتشات من المراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها إن النتائج تشبه السكتة الدماغية.

ويقول الباحثون الذين يدرسون اضطرابا مشابها جدا في متلقي لقاح أسترازينيكا (AstraZeneca) في أوروبا، إنه يبدو أنه ناتج عن تفاعل مكثف للقاح مع الجهاز المناعي الذي يولد أجساما مضادة تنشط الصفائح الدموية، وهي مكون دموي يساعد على تكوين جلطات طبيعية لإصلاح الجروح. وبالإضافة إلى الجلطات، يحدث نزيف غير طبيعي.

وأطلق باحثون أوروبيون على الاضطراب الذي تم تحديده هناك: "نقص الصفيحات التخثري المناعي الناجم عن اللقاح" (vaccine-induced immune thrombotic thrombocytopenia).

ومن منطلق "الحذر"، نصحت إدارة الغذاء والدواء الأميركية الأطباء بإيقاف لقاح جونسون آند جونسون أثناء التحقق من الموضوع.

وحتى أمس الثلاثاء، تلقى 7.2 ملايين شخص في الولايات المتحدة اللقاح، دون الإبلاغ عن أي ردود فعل سلبية خطيرة أخرى.

ولم يحدد الخبراء بعد إلى أي مدى -إن وجد- يعتبر اللقاح مسؤولا عن الجلطات، لكن التحقيق يتبع الإجراءات التي اتخذها المنظمون الأوروبيون الذين خلصوا إلى أن لقاحا من إنتاج أسترازينيكا قد يكون أيضا سببا لاضطراب تخثر مماثل ونادر للغاية.

وأكد خبراء الصحة العامة في الولايات المتحدة وأوروبا أنه بالنسبة لمعظم الناس، تفوق فوائد لقاحات كوفيد المخاطر بكثير.

وقال الكاتبان إنه إذا كان هناك بالفعل خطر حدوث جلطات دموية من اللقاح -وهو ما لم يتم تحديده بعد- فإن هذا الخطر منخفض للغاية، وخطر الإصابة بكوفيد-19 في الولايات المتحدة أعلى بكثير.

ماذا تفعل إذا تلقيت لقاح جونسون آند جونسون؟

توصي إدارة الغذاء والدواء الأميركية الذين تلقوا لقاح جونسون آند جونسون خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، بالاتصال بأطبائهم إذا عانوا من صداع شديد أو ألم في البطن أو في الساق أو ضيق في التنفس.

وقال الدكتور أنتوني فوسي كبير المستشارين العلميين لإدارة الرئيس جو بايدن، في إفادة صحفية يوم الثلاثاء، إن الأطباء الذين يرون الأشخاص الذين يعانون من هذه الأعراض، خاصة إذا كانوا من النساء الشابات، يجب أن يسألوا عما إذا كانوا قد تلقوا تطعيم كورونا  مؤخرا.

ويجب ألا يشعر الناس بالقلق من الصداع الخفيف والأعراض الشبيهة بالإنفلونزا في الأيام القليلة الأولى بعد التطعيم، فهذه آثار جانبية شائعة وغير ضارة ناجمة عن إنتاج جهاز المناعة للدفاع ضد فيروس كورونا.

جدول يقارن بين لقاحات كورونا الموجودة حاليا من حيث السعر والفعالية والجرعات ودرجة حرارة التخزين (الجزيرة)

وقال الدكتور فوسي إنه بالنسبة للذين تلقوا اللقاح قبل شهر أو شهرين، فإن القضية التي أثيرت بشأن الجلطات "لا تعني شيئا"، وقال إن الحالات الست حدثت خلال "نافذة ضيقة للغاية" من 6 إلى 13 يوما بعد تلقي جرعة اللقاح.

وأوصت إدارة الغذاء والدواء ومراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بوقف مؤقت لاستعمال اللقاح، وقد استجابت الولايات بالفعل لنصائح الوكالات.

وفي مؤتمر صحفي يوم الثلاثاء، قال مسؤولون اتحاديون إن مراجعة الحكومة من المحتمل أن تستغرق أياما فقط، ومن المتوقع أن تناقش لجنة من المراكز الأميركية هذه القضية في اجتماع اليوم الأربعاء.