أبلغ الرئيس الأميركي جو بايدن نظيره الروسي فلاديمير بوتين بضرورة خفض التصعيد في أوكرانيا، واقترح عليه عقد قمة في بلد ثالث خلال الأشهر المقبلة، في حين أعلنت كييف أنها ستجري مناورات عسكرية اليوم الأربعاء قرب الحدود الروسية، وطالبت حلف شمال الأطلسي "ناتو" (NATO) بنشر صواريخ "باتريوت" على أراضيها.

وقال البيت الأبيض إن بايدن بحث في اتصال هاتفي مع بوتين أمس الثلاثاء ملفات عدة، على رأسها الأزمة الأوكرانية، وطالب موسكو بخفض التوتر مع كييف، مؤكدا التزام واشنطن بسيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها.

وأضاف أن بايدن أبدى لبوتين قلق واشنطن من الحشود العسكرية الروسية على الحدود مع شبه جزيرة القرم وأوكرانيا.

شراكة دفاعية

من جانبه، قال متحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن واشنطن ملتزمة بتعزيز الشراكة الدفاعية الإستراتيجية مع أوكرانيا.

وأضاف المتحدث للجزيرة أن هذا يشمل توفير أسلحة دفاعية فتاكة، لتمكين أوكرانيا من الدفاع عن نفسها بفعالية أكبر ضد ما سماه العدوان الروسي.

وكانت أوكرانيا أعلنت أنها ستجري مناورات عسكرية اليوم في محيط مدينة خاركيف قرب الحدود الروسية، كما طلبت الرئاسة الأوكرانية من الولايات المتحدة نشر منظومات صواريخ "باتريوت" المضادة للطائرات على الأراضي الأوكرانية.

‎وقال رئيس ديوان الرئاسة الأوكرانية أندري يرماك إن هذا المطلب ليس للدفاع عن أوكرانيا فحسب، وإنما عن الغرب عموما.

وأضاف المسؤول الأوكراني أن الصواريخ التي تنصبها الولايات المتحدة في بولندا يجب أن تكون على الأراضي الأوكرانية.

وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن قال إن واشنطن تقف بقوة وراء أوكرانيا، وإنه سيناقش طموحات كييف في الانضمام إلى الناتو يوما ما، رغم قلق فرنسا وألمانيا منذ فترة طويلة من أن يثير انضمام الجمهورية السوفياتية السابقة للحلف الغربي عداء روسيا.

أحد عناصر الانفصاليين الموالين لروسيا في منطقة لوغانسك شرق أوكرانيا (رويترز)

تقويض وضع روسيا

في المقابل، نقلت وكالات أنباء روسية أمس عن سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي قوله إن "الولايات المتحدة خصم لنا، وتعمل ما في وسعها لتقويض وضع روسيا على الساحة العالمية".

وتشير تصريحات ريابكوف إلى أن المجاملات الدبلوماسية -التي سعى عدوا الحرب الباردة السابقان إلى إظهارها عموما في العقود الأخيرة- تتلاشى، وأن روسيا ستقاوم بقوة ما تعتبره تدخلا غير مقبول للولايات المتحدة في مجال نفوذها.

وقال ريابكوف "نحذر الولايات المتحدة من أنه سيكون من الأفضل للسفينتين أن تبقيا بعيدتين عن القرم وساحلنا على البحر الأسود، ذلك من أجل مصلحتهما"، واصفا نشر السفينتين الحربيتين بأنه استفزاز هدفه اختبار أعصاب روسيا.

وضمت روسيا القرم من أوكرانيا في 2014، وتصاعد القتال في الأسابيع الأخيرة بشرق أوكرانيا، حيث تحارب القوات الحكومية انفصاليين مدعومين من روسيا في صراع مستمر منذ 7 أعوام تقول كييف إنه تسبب في مقتل 14 ألفا.

في السياق، قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار إن بلاده تدعم حل التوتر بين روسيا وأوكرانيا بشكل سلمي وفي أقرب وقت ممكن.

جاء ذلك أثناء اجتماع مع قادة الجيش التركي من خلال الدائرة التلفزيونية المغلقة أمس الثلاثاء في أنقرة.