أقرّ الرئيسان الروسي والفرنسي بصعوبة الوضع في بلديهما مع استمرار تفشي فيروس كورونا، وفي حين سجلت ولاية كاليفورنيا الأميركية حصيلة وفيات قياسية، تواصل السلالة الجديدة من الفيروس انتشارها حول العالم، كما أصيب الأمين العام الأسبق للجامعة العربية عمرو موسي بالمرض.

ففي خطاب ألقاه أمس بمناسبة العام الجديد، أقر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بوطأة الموجة الثانية من وباء كورونا.

وقال بوتين "للأسف، لم نقض على الوباء بالكامل بعد، وتستمر المعركة بلا هوادة".

وفي حصيلة أعلنتها السلطات الصحية اليوم السبت، سجلت روسيا في 24 ساعة الأخيرة 447 وفاة إضافية، وأكثر من 26 ألف إصابة جديدة بكورونا، بينها 5400 إصابة في العاصمة موسكو، وظلت البلاد تسجل منذ أشهر إصابات عند هذا المستوى المرتفع.

من جهته، حذر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس من أن الأشهر الأولى من العام الجاري ستكون صعبة، وأن تأثير الوباء سيستمر "حتى الربيع على أقل تقدير".

وفي مواجهة التفشي المتسارع للفيروس، قدمت الحكومة الفرنسية ساعة بدء حظر التجول الليلي، في حين قال الناطق باسم الحكومة إن الفيروس يواصل التفشي في فرنسا، ولكن بوتيرة متفاوتة بين المناطق.

وفي بريطانيا، حذر عاملون في القطاع الصحي من أن الوضع يتجه ليكون أسوأ خلال الشهر الحالي، وذلك في ظل انتشار السلالة الجديدة من الفيروس.

وكانت بريطانيا سجلت أمس لليوم الرابع أكثر من 50 ألف إصابة جديدة بالفيروس، وكانت حصيلة الخميس (56 ألفا) هي الأعلى على الإطلاق.

وفي أوروبا أيضا، سجلت ألمانيا في 24 ساعة الماضية أكثر من 12 ألف إصابة جديدة، بينها 336 وفاة.

ويتواصل انتشار الفيروس في أنحاء أوروبا بوتيرة مرتفعة رغم انطلاق حملات تطعيم على نطاق واسع أواخر الشهر الماضي.

وفي مناطق أخرى بالعالم، يواصل الفيروس تفشيه بنسق مرتفع في كل من البرازيل والمكسيك، في حين مددت كوريا الجنوبية قيودا فرضتها سابقا لمدة أسبوعين إضافيين.

أميركي يتلقى تطعيما ضد فيروس كورونا في دار رعاية المسنين في نيويورك (رويترز)


حصيلة قياسية

وفي الولايات المتحدة، التي تشهد وضعا وبائيا أكثر سوءا، سجلت ولاية كاليفورنيا في 24 ساعة الماضية 585 وفاة إضافية، في أعلى حصيلة يومية على الإطلاق.

كما سجلت السلطات في الفترة نفسها 47 ألف إصابة جديدة بالفيروس، ليرتفع الإجمالي إلى 2.29 مليون إصابة.

وكانت الولايات المتحدة سجلت في الأيام القليلة الماضية أعدادا غير مسبوقة من الإصابات، قاربت ربع مليون إصابة و4 آلاف وفاة يوميا.

وتضاءلت آمال الأميركيين في القضاء سريعا على الوباء بفضل لقاحي "فايزر-بيونتك" (Pfizer-BioNTech) و"مودرنا" (moderna) اللذين تمت الموافقة عليهما مؤخرا، وذلك في ظل بطء حملات التطعيم بسبب صعوبات لوجيستية، ونفاد طاقة المستشفيات.

وبينما تهدف الحكومة الأميركية إلى توفير 100 مليون جرعة بحلول الأول من مارس/آذار القادم، لم يحصل حتى الآن سوى 2.8 مليون أميركي على التطعيم، في حين أن السلطات كانت تخطط لتطعيم 20 مليونا بحلول ذلك التاريخ.

وندد الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن بهذا التأخير، مبديا تصميمه على تسريع وتيرة عمليات التطعيم عندما تتولى إدارته مهامها في 20 من الشهر الجاري.

السلالة الجديدة
وفيما يتعلق بالسلالة الجديدة من فيروس كورونا، التي تم اكتشافها مؤخرا في بريطانيا؛ فقد أعلن الأردن اليوم تسجيل 3 إصابات جديدة بهذه السلالة؛ مما يرفع إجمالي الإصابات بها إلى 5 حالات.

وفي فيتنام، أعلنت السلطات اليوم أنها رصدت أول إصابة بالسلالة الجديدة المتحورة من فيروس كورونا، والتي تنتشر حاليا بوتيرة سريعة في بريطانيا.

ورصدت أولى الإصابات بالفيروس المتحور هذا الأسبوع في الولايات المتحدة، وتحديدا في ولايات كولورادو وكاليفورنيا وفلوريدا.

وفي مقابل تحذيرات من خطورة تفشي هذه السلالة، هوّن خبير الأمراض المعدية الأميركي أنطوني فاوتشي من هذا الأمر، قائلا إن ذلك ليس مقلقا.

وكانت تركيا أعلنت أمس أنها رصدت الفيروس المتحور لدى 15 شخصا سافروا أخيرا إلى المملكة المتحدة، وعلقت أنقرة الرحلات الآتية من بريطانيا حتى إشعار آخر.

عمرو موسى
من جهة أخرى، أعلن الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية عمرو موسى إصابته بفيروس كورونا.

ونقل موقع صحيفة الأهرام المصرية الحكومية عن موسى قوله أمس إنه عزل نفسه في منزله بعد اكتشاف إصابته بالفيروس.

وقال موسى إن حالته الصحية مستقرة، ولم يتم نقله إلى المستشفى، مضيفا أن هناك عددا من الأطباء يتابعون حالته، وأنه على اتصال دائم بهم ويستجيب لنصائحهم.

وأصيب العديد من القادة والمسؤولين حول العالم، ومن بين هؤلاء قادة الولايات المتحدة والبرازيل وفرنسا وبريطانيا والجزائر.