تمر الأفلام والمسلسلات بمراحل عديدة وطويلة من التحضيرات، من تأليف القصة وكتابة السيناريو واختيار الممثلين وتجهيز الملابس وتحضير أماكن التصوير، فكل شيء مكتوب ومرتب، ولكن في بعض الأوقات تسجل الكاميرا لقطات عفوية وغير مجهزة، وقد تصبح هذه اللقطات هي الأكثر تميزا.

إليكم بعض المشاهد المختارة التي ارتجل فيها نجوم هوليود الكبار، وأصبحت ضمن مشاهدهم الأكثر شهرة على الإطلاق.

"صراع العروش"

فاجأت الممثلة إميليا كلارك فريق عمل مسلسل "صراع العروش" (Game of Thrones) بارتجال مونولوج كامل باللغة الفاليرية خلال تصوير الموسم الخامس، وذلك عندما أمرت "دينيريس" بإعدام رجل من المرينيين لاتهامه بالتآمر ضدها.

كان المشهد في الأصل باللغة الإنجليزية، ولكن خلال التصوير فكر مخرج المسلسل جيرمي بودسوا بأن استخدام اللغة الفاليرية في هذا المشهد سيجعله أقوى، وبالفعل اقترح فكرته على إميليا.

وغالبا ما يستغرق ممثلو المسلسل شهورا للتحضير للمشاهد التي تتطلب التحدث باللغات الخيالية مثل الفاليرية والدوثراكية، ولكن كل ما احتاجته إميليا هو 10 دقائق فقط، وعادت لتفاجئ الجميع بارتجالها حوار المشهد كاملا باللغة الفاليرية ودون سابق تحضير.

جينا فيشر "ذا أوفيس" (The office)

يعرض المسلسل الكوميدي "ذا أوفيس" (The office) نوعا فريدا من الكوميديا الساخرة التي تجمع بين الهزل والجد وحتى المشاهد الدرامية، والتي تعرض بشكل ساخر أكثر منه عاطفيا.

ورغم ذلك كانت حلقة وداع البطل مايكل سكوت (ستيف كارل) عندما غادر شركة "دندر ميفلن" (Dunder Mifflin) مليئة بالعواطف والدموع على فراقه، وكانت أكثر اللقطات المؤثرة عندما ذهبت بام بيزلي (جينا فيشر) لتوديعه في المطار، وتحدثت معه قبل أن تعانقه ويرحل، ولم تلتقط الكاميرا ما قالته بام لمايكل.

وبعد 7 سنوات من عرض الحلقة كشفت جينا أنها كانت تودع ستيف وداعا حقيقيا لمغادرته العمل، وليس كجزء من المسلسل، وقالت "لقد كنت في الحقيقة أودع ستيف، وأخبرته كم سأفتقده عندما يغادر المسلسل، كانت دموعي حقيقية، وكان وداعا حقيقيا، لقد كان مشهدا عاطفيا للغاية".

جوني ديب "قراصنة الكاريبي"

قام جوني ديب بدور الكابتن "جاك سبارو" في فيلم "قراصنة الكاريبي" (Pirates of the Caribbean) المليء باللقطات الحابسة للأنفاس والكوميدية، وأحيانا المقززة.

وفي الجزء الثاني من الفيلم كانت أغنية الكابتن جاك ورقصته حول "وعائه المليء بالتراب" من تأليف ديب بالكامل.

جاك نيكلسون "البريق"

يعتبر فيلم "البريق" (The Shining) للمخرج ستانلي كوبريك وبطولة الممثل العملاق جاك نيكلسون والمستوحى من رواية ستيفن كينغ الكلاسيكية أحد أفلام الرعب المفضلة في العالم.

ابتكر نيكلسون مشهده الشهير عندما اقتحم برأسه باب الحمام وصرخ "هنا جوني"، فلم تكن هذه العبارة من أصل الفيلم، وقالها نيكلسون على طريقة المذيع الأميركي جوني كارسون في بداية برنامجه "ذا تونايت شو" (The Tonight Show).

روبن وليامز "غود ويل هانتينغ"

رشح فيلم "غود ويل هانتينغ" (Good Will Hunting) لـ8 جوائز أوسكار، وحصل على جائزتين منهما، من ضمنهما جائزة أفضل ممثل مساعد للكوميدي الراحل روبن وليامز، وكانت هذه جائزة الأوسكار الأولى والوحيدة التي حصل عليها.

كان أداء وليامز دور الطبيب النفسي شون ماجواير لا ينسى، وبموهبته الفريدة تمكن من تأليف مشهد كامل عندما كان يتحدث إلى ويل هانتينغ (مات ديمون)، وحكى له قصة زوجته المتوفاة وكيف كانت تطلق الريح في منتصف الليل، وكان هو يأخذ اللوم حتى يرفع عنها الإحراج.

كانت القصة بالكامل من تأليف وليامز، وكانت ضحكاته هو وديمون حقيقية.

ليوناردو دي كابريو "جانغو الحر"

في فيلم "جانغو الحر" (Django Unchained) يؤدي ليوناردو دي كابريو دور مالك مزرعة يتاجر في العبيد يدعى كالفن كاندي، وخلال أحد المشاهد يظهر كالفن وهو يتحدث إلى جانغو (جيمي فوكس) والدكتور كينغ شولتز (كريستوف والتز).

وبينما كان كالفن يتحدث إلى ضيوفه صرخ فجأة وضرب كفه على الطاولة بغضب شديد، فانكسرت إحدى الكاسات، وظهرت يده ملطخة بالدماء.

لم تكن تلك مؤثرات خاصة، بل كانت ضربة ليوناردو حقيقية، وأصيبت يده بقطع الزجاج، فكان نزيفا حقيقيا أيضا، ولم يكن هذا الجزء في النص، ولكن فعله دي كابريو، وعندما جرحت يده صمم على الاستمرار حتى يكون المشهد حقيقيا وصدمة والتز وفوكس واقعية أيضا.

وقال دي كابريو "بدأت يدي حقا بالنزيف على المائدة، ولكن كنت أرغب في الاستمرار، فلم تكن مؤثرات خاصة كما اعتقد البعض، وسعدت لأن كوينتين -المخرج- احتفظ بالمشهد".