قالت صحيفة لوفيغارو (Le Figaro) الفرنسية إن التفجير الذي استهدف سفينة إيرانية في البحر الأحمر يزيد من أجواء التوتر، ويبعث على التساؤل عن المدى الذي قد تذهب إليه تل أبيب وطهران اللتان تتصادمان في الواقع على الجبهتين السورية واللبنانية.

وأشارت الصحيفة إلى إن أحدث حلقة من الاشتباكات والتصعيد في المعركة البحرية بين إسرائيل وإيران، وقعت يوم الثلاثاء مع تخريب سفينة إيرانية في البحر الأحمر قبالة إريتريا بواسطة لغم مغناطيسي زرعه فريق كوماندوز، مما أدى إلى تضرر السفينة دون غرقها.

ولم يعلن أحد مسؤوليته عن هذه العملية -كما تقول الصحيفة- لأنها تخضع للرقابة العسكرية في إسرائيل، واكتفى وزير الدفاع بيني غانتس بالقول إنه في مواجهة إيران "الدفاع لا يكفي، علينا القيام بمهام هجومية وسنفعل ذلك بقدر ما نستطيع".

وبتفصيل أكثر، أوضحت نيويورك تايمز -نقلا عن مصادر أميركية- أن الولايات المتحدة قد أُبلغت قبل الهجوم لإعطاء فرصة بالابتعاد لحاملة الطائرات الأميركية آيزنهاور التي كانت في المنطقة المجاورة، كما أن جنرال الاحتياط عساف أوريون، القائد السابق للفرقة الإستراتيجية في الجيش الإسرائيلي أكد للإذاعة العسكرية أن إسرائيل نفذت مؤخرا "هجمات عديدة على السفن الإيرانية التي تنقل النفط إلى سوريا، حيث يباع".

عشرات السفن الإيرانية

وأضاف أوريون أن "هذه هي الطريقة هي التي وجدها الإيرانيون لمواصلة تمويل أنشطة حليفهم حزب الله اللبناني عندما أصبح تحويل الأموال عبر البنوك مستحيلا عمليا بسبب العقوبات الأميركية".

وعلى مدى عامين ونصف -كما تقول الصحيفة- قامت إسرائيل، عن طريق وحدة النخبة البحرية المتخصصة في التخريب "شايتيت 13″، بإلحاق أضرار بعشرات السفن الإيرانية في الخليج والبحر الأبيض المتوسط​​، مما تسبب في خسائر تقدر بمئات ملايين من الدولارات، وقد بدأ الإيرانيون في الرد بعد تلقي هذه السلسلة من الضربات القوية، مما أدى إلى تعرض سفينتين مدنيتين إسرائيليتين للهجوم والضرر في الخليج في فبراير/شباط ومارس/آذار.

غير أن السؤال بالنسبة للصحيفة هو إلى أي مدى سيصل التحرش بين الدولتين اللتين تتصادمان بالفعل على الجبهة السورية واللبنانية، مشيرة إلى وجود قدر كبير من التوتر المحسوس بين المسؤولين الإسرائيليين مع استئناف المناقشات بشكل غير مباشر في فيينا، بين طهران وواشنطن بشأن عودة الولايات المتحدة المحتملة إلى الاتفاق النووي الإيراني.

وقد ندد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بهذا التقارب الذي يعتبره كابوسا حقيقيا، مستخدما عبارات حربية عندما قال "علينا أن نتحرك ضد هذا النظام الإيراني المتعصب الذي يريد ببساطة أن يمسحنا من على وجه الأرض".